الشعبوية

1

فيروشاه عبد الرحمن

الشعبوية مصطلح نقرأه و نسمعه كثيرا في السنوات القليلة الماضية وقد جاء بمعنى مناهضة المؤسسة والنخبة وقد حددها قاموس (بوتي روبير)بأنها خطاب سياسي موجه الى الطبقات الشعبية قائم على انتقاد النظام و مسؤولية النخب او انها التلاعب بأفكار الناس لغايات سياسية خاصة عندما يتم اغراء الآخرين المنسيين وانتقاد وسائل الاعلام والانتخابات والمؤسسات وتحميل العواطف اكثر من تحميل المضمون كما رآها الكاتب (حازم صاغية )مهما يكن فنماذج الشعبوية كثيرة في العالم فعندما نتذكر نكسة حزيران ونتائج حرب 1967 بين اسرائيل والعرب كيف تم استغلال تلك الهزيمة برفع الشعارات القومية عند عامة الناس والدعوة الى الوحدة بشحن عواطف الناس ليبرروها بالفرقة وعدم الوحدة وذلك للالتفاف حول بعض الأحزاب القومية والزعماء كما رأينا خطابات الرئيس التركي (اردوغان )بعد الانقلاب الفاشل في منتصف 2016متحدثا باسم الشعب التركي بالرغم انه لم يحصل الا على 51 بالمئة من الأصوات و بذلك ينفي 49بالمئة من أصوات الشعب التركي كما انه كان يتحدث باسم الاسلام ليستبعد التيارات الاخرى العلمانية في البلاد ليخفي خصومه السياسيين والنخبة السياسية من الصورة وما ردده مشيرا الى الشحن القومي في سورية بان منبج عربية ويجب طرد المقاتلين الكرد منها فبغض النظر من المقصود بالجهة الكردية فهو خطاب تجييش العرب ضد الكرد بخطاب قومي عربي ما قد يفهمه البسطاء من الناس بان ذلك صحيح لينتج عنه فيما بعد حرب أهلية وحسب ما يرى (يان فيرنرمولر)بان أهم ما في الشعبوية هو عداءها للتعددية والتي يؤدي الى الظهور عندما يكون النخبة او الأحزاب ضعيفة عند ذلك تكون الشعبوية أقوى وهذا ما ظهر بعد نتائج استفتاء اقليم كردستان العراق والتي أيدته اكثر من 90بالمئة الا ان ذلك اصطدم بنتائج العقوبات للحكومة العراقية والدول المحيطة ضد الاقليم فبرز تيار للهجوم على قيادة الاقليم و مؤسساته على انهم السبب الى ما آلت اليه الأوضاع منطلقين من عاطفة حزبية مستغلين الأوضاع المعيشية دون الانطلاق من الواقع والذي حرفته الحكومة العراقية بأن الاستفتاء هو تقسيم للعراق

فالشعبوية لا تحترم التعددية والمؤسسة ولا المجتمع المدني ولا النخبة كما ان لها الدور الكبير في الفساد اذا ما استلمت السلطة ويدفعون الناس بان يتصرفوا بالعاطفة البعيدة عن الحلول الواقعية والتي قد تصل بنتائجها الى العنف وهنا فان الثقافة السياسية ضرورية جدا لتفادي نتائجها المدمرة للتحلي بالواقعية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.