من صدام إلى أردوغان

7

أحمد الحناكي – الحياة

لفت نظري تغريدة لاسم انثوي مجهول تقول فيه إن جزءاً من السعوديين يحبون صدام على رغم انه حارب السعودية وغزاها ودخل الخفجي .. وجزءاً آخر يحب الدولة العثمانية ويقدسها على رغم انهم هجروا وأحدثوا مجازر مرعبة.. وهذان الاثنان كلهما يجمعان على كره اميركا التي اكتشفت النفط، ولم تغزو السعودية، وطول عمرها حليف.

 

نعود لما ذكرته، نعم هناك جزء من السعوديين يحبون صدام، وجزء يحب تركيا اردوغان في الوقت الحالي، وليس الدولة العثمانية، لكن ان يجمعهما كره اميركا وجهة نظر اخرى، فإجمالا بعض من يكرهون السياسة الاميركية هم ألد الاعداء لبعض كمتطرفي السنة والشيعة.

 

لا اتفهم التعاطف مع صدام او مع اردوغان بالنسبة لبعض السعوديين غير ان هذا لا يعني بالضرورة ان يحبون الاميركيين او يكرهونهم ونحن هنا نتحدث عن السياسة الخارجية.

 

وعلى أية حال معظم هؤلاء يعتقدون ان صدام حسين هو بطل للمذهب السني، وهي سذاجة ما بعدها سذاجة، فصدام ينتمي الى حزب الطغاة وهم فئة لا يوجد لها مبدأ ولا مذهب واذا كان ضحى بازواج بناته آباء احفاده بسبب خلاف سياسي لا يضر به او بالعراق (فهم هربوا وطلبوا اللجؤ للاردن اي لم يحاولوا التشويش او مهاجمته) غير انه استدرجهم بداعي الصلح ولم الشمل ثم قصف المنزل عليهم راكلا بالهواء استغاثات بناته واحفاده وتوسلاتهم، اقول اذا كان عمل هذا فكيف ينتظر منه ان يكون ممثلا لمذهب مع اعتراضي وشجبي على مفهوم صراع سني او شيعي فكلاهما مسلمين.

 

اما اردوغان فقد وافق اعجاب الاسلاميين العرب هوى في نفسه التي تنزع دائما للسلطة وهو يعرف يقينا انه لن يحقق احلام اولئك المساكين بخلافة او غيره من الاوهام غير انه احسن استغلال الاعجاب ايما استغلال في تحقيق شعبية في العالم العربي وفي بلاده نتيجة لذلك.

 

على انه (اردوغان) يثبت يوما بعد يوم انه يخدع هذه الشعوب ملقيا بأمالهم الى الحضيض، بل انه اصبح امتدادا لطموحات واطماع اسلافه الاسلاميين (العثمانيون) منهم او العسكريين او الاتاتوركيين، فالاتراك بكل تياراتهم واحزابهم يختلفون على كل شيء لكنهم يتفقون على مسألتين مهمتين احداهما عدم منح الاكراد اي مجال او استقلال سواء اكراد الداخل ام الخارج، وثانيا شعور الهيمنة والرغبة بالوقوف في مصاف الدول الكبرى مهما كان الثمن.

 

غزو عفرين واحتلالها بكل ما حدث اثنائها من قصف وتعسف وقتل وسحل ونهب يثبت بشاعة السياسة التركية ومع ذلك استمر الاسلاميون بهذا الدفاع المحموم عنه مصيبا كان ام مخطئا.

 

محاولة اللعب على نغمة الديموقراطية من الاسلاميين كون اردوغان وصل من خلالها غير مقبولة فلا هم يقبلون بالديموقراطية من جهة، ومن جهة اخرى يقاتل اردوغان شيئا فشيئا للاستحواذ والهيمنة. لماذا نذكر ذلك الان؟ لان الطيب رجب اردوغان الرئيس التركي يستطيع من خلال تعديل الدستور ان يعين 12 من 15 قاضيا، يعني سيطرة كاملة على القضاء.

 

واذا كانت تركيا وبعد المحاولة الفاشلة قد زجت بمئات الالوف واقالت وفصلت من العمل كثيرين بل وسجنت صحافيين بحجة انهم يتعاونون مع غولن الذي يتهمه اردوغان بانه هو المسؤول عن الانقلاب الفاشل ضده، فكيف ستصبح بعد انتخابات 2019 والذي سينجح فيه اردوغان بالتاكيد؟

 

واقول لصاحبة التغريدة ليس بالضروري ان اتعاطف مع صدام او اردوغان لاكره سياسة اميركا، فمبدأي اننا يجب التعامل مع جميع الدول بمبدأ المصلحة الوطنية لنا بعيدا عن الشعارات التي يطلقونها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.