بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
المرأة هي الأم والأخت والرفيقة والشهيدة، صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً لا إنفصال فيه.
وهي الجدة التي غرست في الأرض ابتسامة وأمل وصنعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لاجيال تناقلته عبر العصور وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات البشرية وتحضرها.
وهي الزوجة والصديقة حافظة البقاء حتى الأبد، ورفيقة الحياة وعبقها الدائم، هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالدة وجواز عبورها الى المجد بابتسامه وثقة وأمل متجدد مفعماً بالحياة..
هي المقاتلة والمناضلة والثائرة المنبعثة نوراً وحياة في الوطن، حارسة الحلم وضامنة البقاء وموقدة نار الثورة ومؤسسة العهد الجديد.
هي المرأة مهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز وباستثنائية لا يستطيع أيً من الرجال إتقانها فهي معجونة معها منذ التكوين بالصبر والرقة والحنان والحب والاحساس والطاقة والغيرة والجمال والانوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعة.
ولعلنا اليوم نرى أن المرأة الكوردية قطعت شوطاً كبيراً الى الأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها وكانت مفروضة عليها في السابق وبعدما أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والاشكال ومساهماتها الكبيرة في عمليه النهضة الثقافية والاقتصادية والسياسية كما العلمية والابداعية في المجتمع الكوردي، حيث كان للمرأة دوراً هاماً وبارزاً لا يمكن تجاهله، ويجب أن نرى حتمية هذا الدور الذي لا بد منه، خاصةً وقد انتهى عصر عبودية المرأة الى الأبد وتخلصت من قيود الجاهلية الأولى بجدارتها وإيمانها برسالتها
الخالده وقدرتها على العطاء.
ومن الجدير بالذكر، أنه في السنوات الأخيرة قد تم إفساح المجال أمام المرأة الكوردية وباصرار عنيد منها لخوض غمار العمل الاجتماعي وخاصة المجتمع المدني وممارسة العمل السياسي كند للرجل وقد أثبتت جدارتها في تحمل المسؤولية والمشاركة في القرار السياسي، ولكن للأسف لم تتغير النظرة تجاه قدرات المرأة الكوردية “الناقصة”، حسب رأيهم طبعاً، من طرف المجتمع الذكوري المسيطر على جميع نواحي الحياة فما زالوا يرسمون ويخططون عوضاً عنها ويقررون بدلاً منها، وقد دحضت المراة بقدراتها وجداراتها تلك النظرة على أنها “ناقصة” بل على العكس فقد أثبتت المرأة الكوردية أن تلك النظرة تجاههم هي الناقصة بحد ذاتها.
وفي هذا اليوم الثامن من آذار والذي يصادف يوم المرأة، ننحني إجلالاً لكل النساء وخاصة الكورديات وأينما تواجدن، اللواتي يساهمن في بناء مجتمعنا الكوردي المنشود اللواتي قدَّمْن وما زلن يُقدِّمْنَ التضحيات والقرابين في سبيل حرية الكورد وكوردستان، ونبارك للمرأة عيدها وندعوا لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمع وتطوره ومزيداً من العطاء يا نساء كوردستان.
كل التضامن مع نساء العالم
عاش نضال المرأة الكوردية
يداً بيد من أجل كوردستان حرة .
القامشلي في 8/3/2016م
مكتب شؤون المرأة والطفولة للمجلس الوطني الكوردي