الكاتب السوري منير الخطيب يحاضر عن “القضية الكردية من منظورالوطنية السورية” في منتدى الإصلاح والتغيير بمدينة القامشلي
بحضورنخبة من السياسيين والمثقفين وعدد من المهتمين بالشأن العام استضاف منتدى الإصلاح والتغيير بمدينة القامشلي بتاريخ 27\ 6\2016 الكاتب والمفكر السوري منير الخطيب في محاضرة بعنوان “القضية الكردية من منظورالوطنية السورية”
وتناولت المحاضرة نقاط عدة أبرزها هو كيفية جعل المظلومية الكردية كأحدى روافع الدولة الوطنية بصرف النظر عن شكل الدولة القادمة مركزية أو لا مركزية أم فيدرالية ,وفي نهاية المحاضرة تم فتح باب النقاش لاسئلة وتعقيبات الحضور
أدار الحلقة كل من عضوا إداراة المنتدى(كاظم خليفة – شيرزاد يوسف)
أبرز ماورد في المحاضرة:
- لا شك بان هناك مظلومية كردية في كل من سوريا والعراق وايران وتركيا وهذه المظلومية في سوريا كان لها عوامل عدة أهمها 1- التشظي المجتمعي التاريخي والموروث من عهد السلطنة العثمانية والذي لم يتح المجال أمام الاندماج الاجتماعي 2- النزعة العنصرية الامبريالية في الايديولوجيا القومية العربية وخاصة في نسختها البعثية وضعت الكرد السوريين في موقع استلاب ثقافي واقتصادي وقومي طيلة نصف قرن من الزمن3-تتصل بالاستبداد السياسي ذي الطبيعة السلطانية المحدثة، والذي لم يتعامل مع السوريين على أنهم شعب موحد بالمعنى السياسي، بل عاملهم دائماً على أنهم مجموعات غير منسوجة من «الشقف» الإثنية والطائفية والمذهبية، وسط ضجيج ديماغوجيا «الثقافة القومية الاشتراكية» الصاخب.
- بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت في منطقتنا ثلاث مظلوميات (اليهودية- الشيعية- العلوية) وهذه المظلوميات تشترك فيما بينها بانها عبرت عن نفسها لاحقا بشكل عدواني عنصري في حين تختلف المظلومية الكردية عن المظلوميات الثلاث السابقة بأنها منفتحة على أفق وطني في سوريا تحديدا وذلك للاسباب التالية 1- الكرد في سوريا لم يكن لهم استراتيجية للسلطة على عكس الطائفتين السنية والعلوية 2- الدول الداعمة للاكراد في منطقتنا لاتتسم بصفة العدوانية والعنصرية وبقيت الجوانب العنصرية والشوفينية في القومية الكردية غير متضخمة مقارنة مع القوميتين الفارسية والعربية 3- التنوع السياسي والثقافي لدى الاكراد جعلهم أكثر انفتاحاً وخاصة في المواضيع المتعلقة بالحداثة وحرية المرأة 4- التوزع الجغرافي للكرد السوريين في مختلف المناطق زاد من ميولهم الانفتاحية والوطنية 5- عدم وجود ارتباط وثيق بين القومية الكردية والدين الإسلامي 6- لم يشهد التاريخ السوري الحديث عداوات ذات طابع مجتمعي بين العرب والكرد، فالممارسات المعادية للكرد ارتدت طابعاً فوقياً سلطوياً في سياق حرب السلطة على الجميع. لذا فإن ترجيح انتصار الممكنات الإنسية والوطنية عند الكرد على حساب تراجع الممكنات العنصرية والشوفينية لديهم
- في هذا المجال السؤال المركزي والأهم والذي يساعد في بناء الدولة الوطنية الحديثة هو كيف يمكن تغليب العناصر الأنسانية والوطنية السورية في المظلومية الكردية على العناصر التي تولد نزوعاً عنصرياً وأمبريالياً ؟هناك عدة عوامل يجب الأخذ بها 1- عدم تسييس القومية والدين حتى لاتتحول الى هويات قاتلة والتيارات الوطنية الكرد يجب أن تعمل في هذا الأطار 2- القضية الكردية هي قضية عادلة ويجب انتشالها من التنضيد في اطار صراعات الهويات الجارية الآن في المنطقة و تحييدها من الصراعات الدولية والأقليمية 3- فك الارتباط بين القضية الكردية بوصفها قضية عادلة والمسألة الفيدرالية التي هي شكل من اشكال الدولة القادمة التي تحتاج الى حوار وطني وجمعية تأسيسية وبرلماني ديمقراطي منتخب والتركيز على بناء الفضاء الوطني الجامع 4- تحديد وجهة المسألة الكردية بتحديد خيارات الاكثرية (الوطنية) في سوريا عبر تأسيس المشروع الديمقراطي الوطني لذلك فأن العناصر الجاذبة في المظلومية الكردية لتشكيل فضاء وطني سوري، ينبغي أن تتغلب على العوامل الدافعة نحو قيام مشاريع قومية كردية متعارضة مع مفهوم الدولة الوطنية، بصرف النظر عن شكل الدولة المقبل في سورية أكان مركزياً أم لا مركزياً أو فيدرالياً.
- مفهوم الشعب مختلف عن مفهوم المكونات الدارجة في الخطاب الاعلامي حول سوريا فالمجتمع ينطوي على فكرة المكونات في حين أن الشعب موحد وهو يعني مجموع المواطنين الاحرار لذلك لابد من الانتقال من مفهوم المكونات الى مفهوم كذلك لابد من الانتقال من مفهوم صفات الدولة الى الموصو أي دولة لكل مواطنيها
- الصراع الحقيقي في المنطقة الآن هو بين الحرية والهوية لذلك لابد أن تتحرر المنطقة من المناخ الابيستمولوجي التي اسست لها ثلاثة تجارب في المنطقة 1-التجربة البعثية 2- التجربة الخمينية 3- التجربة الوهابية (تجربة الاسلام السياسي)