مالات الثورة السورية
أقام منتدى الاصلاح والتغيير حلقة نقاشية بعنوان “مآلات الثورة السورية” من خلال محاضرة القتها سميرة مسالمة نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في قاعة المنتدى في يوم الجمعة المصادف 20كانون الثاني/يناير
الموضوع
انطلقت الثورة السلمية في سوريا رداً على حالة الاستبداد والشمولية والفساد حيث شارك فيها مختلف الفئات الاجتماعية لكنها لاحقا انجرّت نحو العسكرة ورجحان كفة المنظمات الاسلامية والجهادية منها بشكل خاص وغابت عنها بشكل شبه كامل قوى المعارضة الديمقراطية العلمانية المؤمنة بتحييد الدولة , وتأزمت الاوضاع في البلاد الى ما هي عليها الان
المحاور الرئيسية
1 – لماذا لم تتمكن قوى المعارضة الوطنية من قيادة الثورة السورية ببرامج واسس واضحة
2 – ما العمل لإعادة مسار الثورة لوضعها الطبيعي كي تكون ملبية لتطلعات الشعب السوري بكل مكوناته
3 – ما هي الاليات لإعادة القرار للشعب السوري لتقرير مصيره بمعزل عن القوى الاقليمية والدولية
سميرة مسالمة
مر ست سنوات على الثورة السورية وعلينا ان نعرف اين كنا وماذا اصبحنا ومعرفة ما هو طريقنا لتحقيق امال شعبنا للتخلص من نظام الاستبداد واقامة دولة ديمقراطية تتمتع فيها كافة المواطنين والقوميات بالحرية لا شك ان الواقع الحالي يطرح علينا الكثير من التساؤلات , اين يمكن ان نتجاوز الاخطاء وكيف نفعل ذلك
ذلك ليس مطلويا من شخص معين فقط بل هي مسؤولية علينا جميعا اجراء مراجعات على الاقل لتقييم تجربتنا لنستطيع فعلا تجاوز الاخطاء وتحقيق حقوق شعبنا
المحور الاول
نحن لدينا معارضة ضعيفة بسبب حرمان الشعب السوري من الحياة السياسية والحزبية وبناء على ما تقدم يمكننا ان نقول ان من تصدر المعارضة ليس له تراث سياسي وبنى تنظيمية فاعلة وقوية وبالتالي حضور شعبي وازن والاحزاب تتشكل من بضع عشرات من الافراد وبالتالي قاعدتها الشعبية ضيقة
يجب الاخذ بعين الاعتبار لجوء النظام الى القتل والتدمير والاعتقال والتهجير اخلت الساحة السياسية من النشطاء والفاعلين في الحقل السياسي وبالتالي اعطت المجال للعسكريين الذين لا يفقهون شيئا في الحقل السياسي والوعي والتجربة
التدخلات الخارجية والاقليمية والعربية لعبت دور كبير في تدعيم نفوذ بعض التيارات على حساب التيارات الديمقراطية وبالنتيجة فقد ارتهنت هذه التيارات للدول الداعمة لأجنداتها واولوياتها بدل ان تكون مرتهنة لحاجات واولويات الثورة السورية وهنا بدأت التدخلات والحياة العسكرية الايديولوجية بالظهور
لم تنجح الثورة للأسباب السابقة و ايضا عدم بلورة كيان سياسي جامع للسوريين فالائتلاف هو صوت السوريين لكنه لم يستطع ان يكون الكيان الجامع وان يستوعب كل الكيانات السياسية ولم يستطع ان ينفتح بشكل ايجابي على القاعدة الشعبية للثورة وعلى قاعدة التيار الديمقراطي من السوريين وهذا ما يؤخذ عليه ويجب علينا اخذ ذلك بالاعتبار في حال اردنا ان نصلح الائتلاف ونلتفت الى متطلبات شعبنا في الحرية والحياة السياسية الحقيقية والنظر من جديد في تحريك مسار الثورة الديمقراطية
المحور الثاني
لدينا الكثير من المهام اولها ان نعترف بأخطائنا ان نعترف بان هناك من اختطف الخطاب الاساسي للثورة
قصرنا تجاه القضايا الحقيقية والتي لا يمكن تأجيلها كان يجب ان نضع مشروع استراتيجي واضح للثورة ونعمل عليه وان نعالج القضايا ومنها القضية الكوردية بشكل صريح وواضح على انها ليست قضية طارئة على الشعب السوري وانما هي جزء من قضية شعب موجود على ارضه , تعرض للمظلومية طوال عقود من الزمن وعلينا ان نؤمن بالحرية كمبدأ عام فالحرية لا تتجزأ كما نؤمن بان هذه الثورة هي ثورة لكل السوريين ومنها يحق لكل سوري ومكون ان يعمل وفق مبادئ هذه الثورة لتحقيق حياة حرة وكريمة ومتساوية
علينا اعادة بناء كياناتنا والاعتماد على الائتلاف على انه جامع للثورة وعلى قاعدة التأهيل والمصداقية والاستقلالية عن الخارج
نحن نعلم انه هناك قرار بان حصة السوريين من القضية السورية قليلة جدا لكن حفاظهم على مشروع وطني واستخدامه في وجه كل التدخلات الخارجية من شانه ان يعطي لهذه الحصة مساحة اكبر
يجب ان تكون بناء علاقاتنا مع الدول الصديقة على اساس الاستقلالية واحترام حقوق شعبنا وحاجاته ليس هناك دولة تقدم مساعدات على مبدا انها جمعية خيرية كل الدول لديها مصالح لكن يجب ان لا تتقدم على مصالحنا نحن كشعب وبالتالي نحن كتيار نمثل الثورة ليس مقبولا منا ان نصمت عندما تتقدم مصالح الدول على مصلحتنا يجب ان نبحث اين تتقاطع مصالحنا ثم نعمل معها ونقيم معها علاقات متوازنة التي تستطيع مساندتنا
انتهاز وسائل عمل تتناسب مع امكانيات شعبنا ويمكن استثمارها سياسيا لتقويض مكانة النظام واسقاطه وهذا الامر لم نستخدمه لكننا نراهن على تدخل الخارج والذي لن يأتي الا وفق مصالحها
يجب ان نكون جميعا من كل القوميات ان نقف في وجه حالة القتل والتدمير والتهجير التي تمر بها سوريا
المحور الثالث
نعزز الاعتماد على الشعب السوري وعلى امكانياته بدل الاعتماد على الخارج والارتهان لتوظيفاته لنا لتحقيق مصالحه
يجب ان نفهم اننا لسا ادوات لتحقيق مصالح الدول ويجب ان تتعامل معنا ككيان سياسي مهمته تحقيق مصالح واهداف شعبه
بناء كيان سياسي يكون على اساس تمثيل ديمقراطي ولجميع المكونات وبطريقة تمثل كتل وازنة على الارض والمهم ان نعمل وخاصة الشعب الكوردي لأنه الاكثر ملاءمة للبيئة الديمقراطية لذلك يجب العمل بناء التيار الديمقراطي كي يشكل عامل تحصين للثورة السورية الان وفيما بعد وهو ما يضمن تحقيق الدولة الديمقراطية وان نبدأ بعكس كل القائم حاليا واطلاق المبادرات لإحياء هذا الفكر انطلاقا من القواعد الشعبية
مداخلات الحضور
عامر هلوش –
هل تعتقدين ان ذات الظروف الموضوعية منذ سبع سنوات والتي قادت للثورة السورية لازالت موجودة كي تتجدد الثورة ثانية او تعود الى مسارها
ايهما اولى بالمعالجة ؟ الفساد ام الارهاب واقصد بالفساد الفساد المضاد والارهاب المضاد وخاصة انك شخصيا من احد ضحايا الفساد المضاد
هل يحتاج المسلح المقاتل كظاهرة طغت على المشهد السوري منذ سبع سنوات الى ارث وتاريخ سياسي كما تفضلت لكي يقود في حين الواقع غير ذلك تماما
موقع سوريا في صدر المتوسط أي الجيوبولوتيك جغرافيا وسياسيا بتقديري من العبث الحديث انه يجب ان ترفع الدول الكبرى والاقليمية يدها عن المشهد السوري الا تعتقدين ان ذلك غباء او قصور سياسي من بعض الساسة السوريين الذين يدعون لذلك بحسب رايك
سميرة مسالمة : محاربة الفساد او الارهاب هو امر واحد , الارهاب الموجود هو نتيجة فساد النظام والقوى الداعمة لبعض الفصائل التي هي ليست جزء من الثورة
مهمتنا ان نعمل بالتوازي فلا يمكن ان نفتح حرب على الارهاب بدون محاربة الفساد , اعتقد ان المهمة الاساسية هي ان نحارب كل ما هو ضد قيم الحرية والديمقراطية والمساواة والمواطنة وهذا ينطبق على الفساد والارهاب
المسلح المقاتل لا يجب ان يقود العمل السياسي ومن المفروض ان يكون قوة للسياسي الذي يقود الامور والثورة لم تقم على اساس صراح مسلح ويحتاج المقاتل الى تدريب ومنطلقات والتقيد بمواثيق دولية كل هذه الامور يحتاجها المسلح لكن نفس الوقت لا يقوم بالثورة لأنها سلمية حقوقية وتطالب بحقوق الانسان وليس صراعا كما حاول النظام ان يدفعنا اليه
موقع سوريا هو مهم واستراتيجي في كل القارات ولا نستطيع الا ان نعترف بان القضية السورية قد دوّلت ولا يمكن التعامل معها فقط من منطلق سوري – سوري لكن على ان لا تتقدم مصاله هذه الدول على مصالح الدولة والشعب السوري ولا يمكن ان نساوم على الحرية
الان حسن –
قلت انه يجب ان نتعامل مع الموازين الدولية والاقليمية بشكل يحافظ على استقلالية معينة ولا يوجد استقلالية كاملة لأي دولة باستثناء استقلالية القرار الوطني والسيادة الوطنية ومصالح الدولة على مصالح الدول
بالنسبة لأول خطوة علينا فعلها هي التخلص من الحالة الراهنة التي نسميها ثورة فلا اعلم ان كان يصح القول ان نسمي ما يحصل في سورية انها ثورة ام لا لكن يجب التخلص منه أيا كان اسمه والبدء بثورة حقيقية تبدا من ذواتنا ولا تنتهي ضد الانظمة والكثير من الكيانات السياسية والعسكرية
هذه الثورة يجب ان تنبع من مطالب السوريين وليس الدول التي تدعم المتظاهرين فنحن للأسف نجد الكيانات السورية التي تدعي تمثيل الشعب السوري هي اشبه بإدارة لمصالح دول داعمة واخر همها مصالح الشعب السوري بكافة اطيافه
ويجب ان تتمتع الكيانات السياسية التي تثور مستقبلا بصفة مهمة وهي التعامل مع الموازين الدولية والاقليمية بشكل ذكي يحافظ على دعم هذه الدول وبنفس الوقت لا تتخلى عن استقلالية القرار الوطني
انشاء خطاب لكل السوريين فكل المؤسسات التي تدعي تمثيل الشعب السوري فشلت في انشاء خطاب جامع وكان خطابها موجه لطيف معين طائفي او ديني او عرقي او قومي
شعارات حقيقية غير وهمية فمثلا الائتلاف السوري وقبله المجلس السوري كان يبدا بإسقاط النظام بكل مرتكزاته ورموزه وبعدها انتقل الى شعارات وهمية مما اضطر بالنهاية ان يتخلى عنها من الاجدر ان يطالب بمطالب واقعية حتى لا يتخلى عنها مرة تلو الاخرى
يجب الانطلاق من الحاجات الشعبية للشعب السوري بغض النظر عما حصل منذ 2011 المشكلة في سوريا هي قبل 2011 والجميع يتوهم ان المشكلة مع النظام بعد ال 2011 وكان قبلها لم يكن هناك أي مشاكل للشعب السوري رغم ان الاسباب التي جعلت الشعب يثور في 2011 هي الاسباب الحقيقية التي يجب ان نتعامل معها للأسف نتعامل مع حالات القتل والتعذيب التي حصلت منذ بدء الثورة ونتناسى ما قبل , فمن لم تتلوث يده بالدماء كان يده لم تتلوث يده بالفساد
علينا ان ننطلق من اهدافنا التي كانت موجودة قبل بدء الثورة في 2011 والتي يتفق عليها كل الشعب السوري وهي الديمقراطية ومساواة وعدالة
احمد موسى –
كيف تجدين الحل الامثل للقضية الكوردية في سوريا؟
هل تستطيع المعارضة السورية تفضيل الكورد السوريين على الحلفاء الاقليميين يعني السعودية تلزم ام الكورد السوريين ؟ تركيا ام الكورد السوريين؟
ماذا لو تحقق وقف اطلاق نار شامل وعام باتفاقات دولية في سوريا هل بإمكان المعارضة او الائتلاف لإعادة الجماهير للمظاهرات السلمية وهي التي ستسقط النظام العسكرة دمرت الدولة ؟
سميرة مسالمة- ان كنت تتابع ما اكتب فستعرف كيف انظر للقضية الكوردية وحلها هو جزء من القضية السورية ومؤشر اذا كنا فعلا نؤمن بالعدالة والدولة الديمقراطية لذلك يجب ان تحل بالطرق الديمقراطية بداية يجب ان يكون هناك حوار واتفاق كوردي – كوردي وفيما بعد اتفاق كوردي مع كل المكونات السورية والحل الذي نصل اليه بالطرق الديمقراطية هو الحل للقضية الكوردي والسورية بشكل عام واتبناها بكل القرارات الديمقراطية
اجاوب عن نفسي فقط الاهم هو الشعب السوري والكورد هم جزء من الشعب وبالتالي يقعوا في درجة متقدمة على اية جهة او صديق اخر ومصلحتهم اولا
الحالة العسكرية جاءت نتيجة عنف النظام واصراره على الحل الامني وايضا التدخلات الخارجية والتي اطالت عمر النظام حول الصراع الى طائفي وايضا خطابات طائفية وقومية والشعب ليس بحاجة الى الائتلاف ليوجهه الى اعادة مظاهر السلمية فقد وجدنا في اللحظات التي تم فيها وقف اطلاق النار خرج الشعب الى التظاهر
داوود داوود –
معروف ان الثورة السورية قامت لأهداف الحرية والديمقراطية وتحقيق المواطنة المتساوية اليوم المطلوب من المعارضة تبني خطاب سياسي واضح يحقق اهداف الثورة وهذا غير ممكن الا من خلال تبني الخطاب الذي يطالب ويسعى لتحقيق النظام الديمقراطي التعددي العلماني بدون ذلك لا نستطيع التحدث عن المواطن المتساوي الحقوق وخاصة ان المجتمع السوري متعدد القوميات من اكراد وعرب وسريان واشوريين وغيرهم وبالحقوق المتساوية لكافة المكونات في سوريا
المطلوب ايضا اتخاذ موقف واضح وجريء من القوى الارهابية وخاصة جبهة النصرة فاليوم المعارضة السورية وعلى راسها الائتلاف الوطني السوري لم يتخذ موقف منها رغم انها مصنفة دوليا ضمن خانة الارهاب
ايضا مطلوب من قوى المعارضة رفع الغطاء عن كل الفصائل والقوى التي لا تتبنى اهداف الثورة السورية , مؤتمر رياض المنعقد كان مخجل وفيه الكثير من الابتعاد عن اهداف الثورة من خلال مجرياته التي تابعناها والمؤتمرين رفضوا تبني مفهوم الديمقراطية وانما اعتمدوا على استخدام اليات ديمقراطية
سميرة مسالمة – بناء تيار ديمقراطي هو العامل الحافز لكل المحاولات في اغراقنا وان لم تقم على العلمانية لا يمكننا ان نتحدث عن حقوق مواطنة ومساواة وافراد وقوميات لذلك انا مع اقامة الدولة العلمانية
فيما يخص ان المعارضة لم تتخذ موقفا واضحا هو السبب الرئيس للخلاف لأنني منذ 8 اشهر اكتب في هذا السياق وضرورة عزل بعض الفصائل المسلحة والتي ليس لها اية علاقة مع الثورة السورية لكن مع الاسف حتى الان هناك حالة تخوف وغمغمة وهروب من موقف صريح وواضح
اكرم حسين –
لا اختلف معك في تشخيص الاسباب التي ادت الى ما نحن فيه وكيفية الخروج لكنك لم تنطلقي كناشطة سياسية او كمعارضة وانما ككاتبة او باحثة او فرد وهذا يختلف
كيف سننطلق من امكانية او يجب الى الواقع ؟ كيف سنخرج الافكار من الراس الى الارض هذا هو السؤال الاساسي الذي يجب ان نطرحه ؟ كيف يمكن عمل كل ما يجب علينا عمله ؟
بالإضافة الى كل ذكرتيه اعتقد ان المال هو الذي افسد الثورة بشكل كامل علينا ان نعمل على ارض جديدة وتحت سماء جديدة هل بقي هناك شيء اسمه شعب سوري ؟ اعتقد لم يبقى لدينا شعب سوري والائتلاف لعب دورا مهما في تصفية هذا المفهوم
علينا الان ان نعمل من اجل مشروع وطني جامع , فما هو موقع السيدة سميرة مسالمة في هذا المشروع الوطني الجامع الذي يتم العمل عليه الان؟
سميرة مسالمة – طريقة اخراج الافكار الى الارض هي عبر بناء قاعدة ثقافية لاستعادة الثقافة السياسية للتداول وهذا ما عملنا عليه من خلال اخراج نداء الى الشعب السوري ومن الضروري ان ننقل الافكار الى العمل لكن يجب ان يعمل كل من يؤمن بالعمل والفكر الديمقراطي من خلال مبادراتكم ولن نعمل كقيادة بل كمساعدين لأي مجموعات تريد فعلا بناء قدرات ذاتية في العمل السياسي الديمقراطي
دائما تنتقدون الائتلاف , ككيان سياسي يعمل على بناء قدراته ربما يرتهن في بعض قراراته لبعض الدول الداعمة مثل كل الكيانات السياسية التي تكون ممولة من جهة ما لكنه يتكون من الكثير من القوى الدمقراطية كالمجلس الاثوري والمجلس الوطني الكوردي وغيرهم لكن حقا ينطبق عليه الطابع الديمقراطي في اتخاذ قراراته ونحاول من الداخل العمل على الاصلاح واطلاق مبادرات لبناء كيان سياسي جامع وبالتالي من خلاله نستطيع الذهاب الى الكيان الذي تكلمت عنه وانتم ككورد قاعدة شعبية مهمة للتيار الديمقراطي
بشير سعدي –
في الواقع تتكلمين عن واقع الثورة السورية فيما تكتبينه وفشل ادائها فيها مقاربة لنكسة حزيران حينما كانت الحكومة السورية والمصرية وجعت راسنا في الاذاعة والتلفزيون بان اسرائيل لم تستطع تحقيق اهدافها لان الحكومتين لازالتا قائمتين
هناك مشكلة اساسية حاليا حول واقع الثورة السورية هل فشلت ام لا طبعا هي ثورة نبيلة من اجل الحرية لكن مع الاسف ادارتها قيادة افشلتها , فأي قضية عادلة عندما يكلف بها محامي ليس ناجحا بالقيام بدوره يفشل هذه القضية
الثورة بشكل عام ادارها المجلس الوطني السوري وبعده الائتلاف الوطني وما ذكرتموه من تقييم لصياغة النداء للشعب السوري يعبر تعبير كامل على تحملكم مسؤولية الاخطاء التي جرت
كمنظمة في الائتلاف نحن ايضا مشاركين في هذا الخطأ وهذه المسؤولية ولكن السؤال هل نعود الى نفس المربع , الائتلاف نفسه ونقول عفى الله عما مضى من اخطاء وسنقوم من جديد لنبني مسيرة جديدة نحن من ارتكبنا الاخطاء نحو النجاح والانتصار باعتقادي تلك الاخطاء وكل الذين شاركوا فيه يتحملون المسؤولية وعليهم الاعتراف بذلك واعطاء المسؤولية لأي احد اخر وانا مع الدعوة الى مؤتمر وطني جديد يدعى اليه كافة القوى السياسية والاجتماعية المؤمنة بمستقبل سوريا ديمقراطية علمانية قائمة على اسس المساواة وشرعة حقوق الانسان والاعتراف الدستوري بكافة مكونات الشعب السوري القومية وليس فقط مكون واحد تعتمد الهوية السورية الجامعة كمظلة للجميع
علينا ان نبدأ ثورتنا السلمية من جديد فعندما احتكمت الثورة للعسكرة عليها ان تقبل نتيجة الصراع عليها ان تحتكم الى نتيجة الصراع كأي ملاكمين , العسكرة كان خطا كبير ويجب ان نعود الى ثورة مظاهرات في الداخل والخارج
مراجعة وتقييم جديد ومسؤولية من الذين ساهموا في هذه الاخطاء والدعوة الى ثورة جديدة وخطاب ومؤتمر جديد
سميرة مسالمة – يمكن ان يكون الفشل لقوى معارضة وليس فشل للثورة بما تحمله من معنى هناك ثورات تبقى لعشرات السنين لتحقق اهدافها ولا يعني ذلك ان الثورات لا تنهزم او ان الثورة لا تخرج عن مسارها لكن حتى الان لا نقول ذلك بدليل ان كل الشعب السوري بات يؤمن بان نظاما جديدا يجب ان يكون في سوريا يتحدث ع الحرية والمساواة لكننا اتبعنا بعض الخيارات الخاطئة
صالح جنكو –
الثورة الفرنسية التي قامت ضد الملكية تحولت الى وضع الشعب الفرنسي تحت ظل امبراطورية نابليون واحتاجت الى قرن لقيام ثورة 1948 , في الوضع السوري الحديث دائما عما اذا كان ما حدث ثورة ام لا والى اين تتجه لكن اريد التركيز على ان الجميع معارضة ونظام يركز على الشعب السوري لكن اين هو الشعب : ملايين المهجرين والمعتقلين والشهداء والمشردين وايضا نعول عليه !! ما تم هدمه في سوريا من خلال البنية التحتية يمكن اعادة بناءها من خلال مؤتمرات وهذا يحتاج الى شركات دولية وهي ايضا تكون لها شروط
لكن كيف يكون اعادة بناء الانسان السوري بنيتة النفسية ومن فقد التعليم فمن هو الكيان السياسي الذي سيقدم شيئا ما لهؤلاء
سميرة مسالمة – اعادة بناء ما هدم هي تحديات وبناء الانسان هو الاصعب لكننا كشعب سنشارك من خلال المساهمة الثقافية والسياسية والحزبية والتأكيد على ان الثورة قامت من اجل مبادئ نبيلة يجب ان تتحقق هذه المبادئ بالشقين الانساني وبناء البنى التحتية
نايف جبيرو –
المعروف ان معظم الشخصيات التي تدعي تمثيلها للشعب السوري من خلال الائتلاف وهيئة التفاوض هي كانت شخصيات هامة في مؤسسات النظام الفاسد قبل اندلاع الثورة فهل تتأملين من مثل هذه الشخصيات اعادة مسار الثورة الى مسارها الصحيح؟
الا تجدين ان وضع قرار لمصير الشعب السوري بيده هو انعقاد مؤتمر عام لممثلي الشعب السوري وعلى الارض السورية ومن دون تدخلات اقليمية ودولية الا ضمن حدود مصالح الشعب بكل فئاته؟
سميرة مسالمة – اتمنى ان لا نعمم الاحكام ولا نظلم المنشقين وانا منهم لم نكن نعيش في بلد فيه خيارات كثيرة والموجود كان مؤسسات الدولة فيجب ان لا نعتمد على مقولة ان من كان يعمل في مؤسسات الدولة كان يعمل مع النظام القاتل وقد تبين فيما بعد عدم امكانية التعايش والتعامل معه كما ان الانشقاق كان حالة صحية بين العاملين وخاصة من كان في مناصب متقدمة في الدولة وهذا الكلام المعمم مؤسف لان التخلي عن المناصب نوع من الانتصار للثورة لان قيمها استطاعت الدخول لنفوس مسؤولين كبار وبالتالي استطاعت ان تتغلب على المطامع الشخصية وحب الذات والسيطرة والمسؤولية
فاذا كنا نتكلم عن التعايش وسورية حرة اتمنى ان نتحدث من منطلق التسامح وقبول الاخر ونحاسب على الفساد والقتل والتدمير ونطلب من القوميين والطائفيين بان يتخلوا عن هذه الافكار وبذلك ستنتصر قضية الكورد والسوريين ككل
ومن لم يحمل السلاح كان موظف فقط وليس شريك في عمليات القتل التي حدثت