لمحة جغرافية – تاريخية عن كردستان تركيا

114

فيروشاه عبد الرحمن

كردستان الشمالية او الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا وجاءت تسميات كردستان الشمالية و اخرى جنوبية و شرقية حسب المؤرخين لعدم تشكيل أو تأسيس دولة قومية موحدة للشعب الكوردي وكانت ومنذ القرن الرابع عشر جزءاً من الدولة العثمانية  والذي يشكل الكرد فيه أغلبية السكان والبالغ عددهم بحسب احصائية عام 1990 ب 16 مليون نسمة و في عام 1965 كان المتحدثون باللغة الكوردية و الذين شكلوا الثقل الكوردي الرئيسي في المحافظات ( تونج ايلي – أغري- بطمان – موش- أورفا- هكاري- سعرت- شرناق- وان- ديار بكر )موزعين على مساحة تقدر  ب/194-225 الف كم2 اي ما يعادل ثلث مساحة تركيا تقريبا لان تحديد المساحة و ترسيم الحدود بدقة ليس أمراً سهلاً بسبب:

سوء التخطيط للحدود السياسية من قبل (بريطانية و فرنسا ) بعد الحرب العالمية الاولى كما ان تحديد عدد السكان و عدم وجود احصائيات دقيقة بسبب الممارسات العسكرية التي أدت الى النزوح الى المدن الكبيرة كإستنبول و انقرة .

وتتسم جغرافية كردستان تركيا بهضابها كهضبة أرمينية وشرق هضبة الأناضول كما انها تمتاز بأوديتها العميقة وجبالها الشاهقة  وسهولها الواسعة مثل جبال ارارات وقد ورد اسم جبل جودي في القرآن الكريم في الآية (44) سورة( هود )حيث يقول سبحانه وتعالى :(وقيل يا ارض أبلغي ماءك وَ يَا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين )

كما انها تتسم بمناخ متوسطي وبكميات من الأمطار من 200مم -400مم فِي المناطق السهلة وتصل700مم في المناطق الجبلية وهذه الكميات تساعد على الزراعة خاصة الخضروات والفواكه والحبوب والقطن ويمر في ارض كردستان الكثير من الأنهار مثل دجلة ووجود البحيرات كبحيرة (وان )الشهيرة بالإضافة الى غناها بالثروات الطبيعية كآبار النفط كبئر (سعرت)النفطي كما ان طبيعتها الجبلية وينابيعها ومناخها اللطيف صيفاً ساعدتها ان تكون مناطق سياحية

والشعب الكردي شعب مسلم فهم من السنة على المذهب الشافعي الذي يميزهم عن الأتراك السنة الحنفيين

كما لا بد من التذكير بالتاريخ الطويل للشعب الكردي انهم قاموا بالثورة ضد الدولة العثمانية  في سنة 1880 حين أرادوا تكوين دولة مستقلة لهم تحت اسم ارض كردستان ويقال كان ردة فعل الدولة العثمانية عنيفة جدا حيث تم ابادة عدد كبير منهم وايضاً يذكرنا التاريخ بأن ثورتهم الثانية بقيادة سعيد بيران 1925 عندما تم اضطهادهم من قبل اتاتورك ومن ثم استمرت الثورات ضد الدولة التركية الحديثة في أعوام 1929-1930-1933 مطالبين بالاستقلال الذاتي مما دفع بحكومة اتاتورك لاستخدام العنف والبطش وإعدام زعمائهم وما زالت الحكومات التركية تستخدم ذلك العنف وبدرجات متفاوتة من ذلك التاريخ وهذا العنف و البطش الذي مارسه الأتراك قديما و حديثا لم يردع الشعب الكردي بأن يكف عن المطالبة بحقوقه المشروعة لذلك فالأجدى للاتراك ان يجدوا حلا عادلا للقضية الكردية في تركيا لأن بقاء القضية معلقة لن تساعد الدولة التركية على الأمن و الاستقرار .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.