آن الأوان للسير بالبرامج لا بالتنظير
فيروشاه عبد الرحمن/ خاص – نشرة نداء الاصلاح
قد نعني بالتنظير البحث النظري من أجل الوصول الى نظرية في مجال ما واستعمالها أُطلقت على فكرة مبسطة بحيث يُفرغ المعنى من مضمونها ولذلك يصعب الوصول الى نتائج قابلة للتطبيق على الواقع واذا كان التنظير يعني لنا وضع النظريات لفكرة و خطة و اعدادها لتكون قابلة للتطبيق حتى يكون واقعاً محسوساً واذا لم يكن كذلك ولَم يطبق لخدمة المجتمع فإن هذا التنظير وجد لتقييد و تحجيم وعرقلة دور المجتمع وقد يشغل هذا الطرح أكثر السياسيين والأحزاب السياسية التي تلاقي الكثير من الصعوبات والتحديات في قدرتها على الاندماج الفعلي في العمل السياسي الحزبي التي اعتمدت التنظير في عملها نتيجة ضعف البنية التنظيمية المرتبطة بالشخص الذي يقود الحزب والذي يرى بأن الحزب بقيادته لا بعناصره او مرتبطة بمجموعات عشائرية أو بمصالح شخصية وبمشعوذي الأيديولوجية و السياسةلأنه تفتقر الى البنية المؤسسة لها لذلك يستوجب التوجه نحو الاحزاب السياسية البرامجية والتي يجب أن تطبق نظريتها على أرض الواقع محددة المسارات في عمله ليكون برنامج الحزب المحرك التنظيمي لنشاطاته ويمكنه القدرة على الإنجاز والعمل حتى يتجاوز الاحزاب الشمولية والأيديولوجية وهذا الطرح لن يكون بديلاً للأحزاب بقدر ما يحمل من افكار جديدة كالعمل المؤسساتي الذي يمنح القدرة على إمالة الناس لتحقيق طموحاتهم و مصالحهم و التطبيق والتكيف مع الواقع الذي ينتج الاصلاح في بنيته ومطواعاً وأكثر مرونة في العمل لذلك من المهم أن يستقي أي حزب أفكاره التنظيمية والسياسية من الواقع و حاجات الناس بعيداً عن التنظير السياسي الذي لم يفلح بإيصال العمل الحزبي و السياسي الى النتائج المرجوة بل الى المزيد من الأزمات كما لم يستطع ازالة ثقافة الخوف و الشمولية وتطبيق البرامج التي وضعت لتنفيذها على أرض الواقع فالتنظير السياسي للقضية الكردية أصبح معروفاً للجميع بالرغم من احتوائها على عدة أجيال الا أنّ التطبيقات السياسية الخاصة بهذه القضية لا تتطابق ولَم تفعل فعلها مع التنظير السياسي لها وبقيت الاحزاب التي عانت من الجمود العقائدي والتصدع حيث يعاني الشعب الكردي من الضعف أمام جبروت و قوة الثقافة و الاعلام للدول الاقليمية المعنية مباشرة بهذا الملف والتي اضطهدت هذا الشعب مرة بنظرية المؤامرة وتارةً باتهامه بالانفصال و على أنه جسم غريب ولَم تتكفل التنظير السياسي الكردي برد هذه التهم عنه كما لم يستطع ان يقنع الآخرين بنظريات أحزابه لضمان حقوقه المشروعة الذي يجب أن تدفع بهم الى البحث عن نظريات سياسية تلائم المرحلة وتتماشى و تساير الأحداث الاقليمية والدولية لان الواقع يفرض السير ببرامج واضحة وعملية وليس بالتنظير السياسي الذي اثبتت نتائجه مدى فشله وعدم قدرته على الفاعلية .