تحديات لابد من التصدي لها سوريا وكرديا

370

« تحديات لابد من التصدي لها سوريا وكرديا » **

تحتل القضية السورية حيزاً في الأجندات الدولية، وباتت مجالاً للتجاذبات الإقليمية والدولية بعد تمركز جيوش للعديد من الدول على الأرض بذرائع شتى ، ولم يعد بالإمكان تناولها والبحث عن حلول لها دون الأخذ بالواقع المفروض ، أو تجزئته دون الترابط بين جميع القضايا وتلازمها بمبدأ مهم وشرط لا غنى عنه لاستتباب الأمور في أنحاء البلاد ، ونقصد به ضرورة تعريف الشعب السوري بمكوناته التعددية (القومية والدينية) والاقرار بحقوقهم في إطار سوريا ديمقراطية علمانية تعددية لامركزية لكل أبنائها، ونبذ الاقصاء والشوفينية والفكر المتعصب بشتى تجلياته. وفي هذا الاطار، فإن القضية الكردية هي من القضايا الرئيسية في البلاد باعتبارها قضية شعب يعيش على أرضه قبل نشوء الدولة السورية وترسيم حدودها الحالية، والذي تعرض للغبن والحرمان من حقوقه القومية والوطنية ولايزال يعاني من آثارها البغيضة، وأن المطالبة بإيجاد حل للقضية الكردية في سوريا لم تكن وليدة انطلاقة الثورة السورية السلمية كما يحلو لبعض المشككين قوله، بل هي قديمة قدم الدولة السورية ، وثمة وقائع ووثائق عديدة تؤكد على ذلك، وقد ساهم الخيار الديمقراطي السلمي الذي انتهجتها الحركة الكردية ونضالاتها في بلورة الكثير من الرؤى التي بنيت عليها الثورة السورية وحطمت جدران الخوف الذي بناه النظام في مواجهة المطالب الديمقراطية المحقة للشعب السوري ومنها على سبيل المثال لا الحصر، المظاهرات والاعتصامات التي اقيمت في المناطق الكردية ودمشق والانتفاضة الكردية عام ٢٠٠٤ التي عمت مختلف أنحاء البلاد ووصلت صداها لجميع عواصم العالم وجميعها كانت بطابع سلمي ديمقراطي.
لقد مضت على الثورة السورية السلمية إحد عشر عاما دون أن تتحقق أهدافها حتى الآن لاعتبارات عدة منها ، الخيار الأمني و العسكري الذي انتهجه النظام بدعم من حلفائه الدوليين، وجنوح بعض المجموعات المسلحة التي ادعت المعارضة إلى مسارات بعيدة عن حقيقة مصالح الشعب السوري ، عندما تخندقت في مسار أيديولوجي راديكالي إسلامي . إلى جانب عدم قيام قوى الثورة والمعارضة لإجراء مراجعات دقيقة لسياساتها الداخلية والخارجية والتي لا بد أن تنسجم مع المستجدات الاقليمية والدولية، وتضع مصلحة الشعب السوري أولا ، فإن الحركة الكردية السورية وباعتبارها جزء من المعارضة السورية هي الأخرى مدعوة للعمل والتنسيق المشترك لمواجهة هذه التحديات من خلال :
١- انجاز المفاوضات التي جرت بين المجلس الوطني الكردي وpynk والاعلان عن بناء مرجعية كردية تمثل الشعب الكردي في كل المنابر التي تختص بإجراء حلول للقضية السورية، ولم يعد مبرراً وفي ظل الظروف الحالية تفرد طرف واحد بالقرارات التي تخص الشعب الكردي ومناطقه وتضع العراقيل أمام المفاوضات التي تنشد إتفاقية كردية برعاية امريكية .
٢- التأكيد على أن القضية الكردية في سوريا، هي قضية وطنية سورية ديمقراطية يتم حلها في الإطار السوري العام وتكريس استقلالية قرارها واحترام خصوصيتها.
٣- ترسيخ الموقع الطبيعي للحركة الكردية في خندق المعارضة الوطنية الديمقراطية التي تؤمن بالخيار الديمقراطي السلمي ومبادئ حقوق الانسان والمواطنة والعمل معها بشراكة متساوية لعدم عودة سوريا لأوضاعها السابقة التي أفضت بالبلاد لما هو فيه من دمار وخراب ولجوء .
٤- ايلاء الاهتمام اللازم لبناء أفضل العلاقات وبشتى السبل المتاحة مع أبناء كل المناطق السورية وصيانة السلم الأهلي وتعزيز العلاقات الاجتماعية وايجاد المشتركات معها للعمل والتعاون .
٥- فضح الانتهاكات الفظيعة التي حدثت وتحدث بحق أبناء الشعب الكردي وعفرين و سري كانيه و كري سبي على يد المجموعات المرتبطة بالجيش التركي واعادة اللاجئين والنازحين بسلام وأمان والتعويض عن المتضررين .
٦- التواصل مع مختلف القوى الدولية للتخفيف من الأعباء المعيشية عن كاهل الشرائح الواسعة من المواطنين .
٧ – التواصل مع الاحزاب والقوى الكردستانية للتنسيق والتعاون معها وصولا لالية تحفظ خصوصية الشعب الكردي في الدول التي يعيش فيها
إننا نعتقد وبوحي من متطلبات المرحلة الراهنة واحتدام الصراع الدولي والإقليمي وبلوغه الذروة ، فإن سوريا لن تكون بمنأى عن هذه المتغيرات والتحولات المتوقعة نتيجة هذا الصراع . لذلك ومن أجل البدء دون تأجيل لتأمين المستلزمات الحيوية لاستمرارية النضال الديمقراطي، وعدم الركون للإحباط والسكون إلى حين الوصول للتغيير الديمقراطي في البلاد يشكل الكرد فيها طرفاً مهماً، ورافعة للنضال من أجل إنهاء الإستبداد، فإن بناء مرجعية كردية اصبحت حاجة وطنية وكردية تبنى عليها في مواجهة كل التحديات الاخرى وتحقق شراكة الشعب الكردي في سوريا المستقبل.

**نشرة نداء الاصلاح العدد (42)

Leave A Reply

Your email address will not be published.