البلاغ الصادر عن اجتماع المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي سوريا
البلاغ الصادر عن اجتماع المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي سوريا
عقدت المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي- سوريا اجتماعها الدوري الاعتيادي بتاريخ ١٠/٩/٢٠٢٢ في مدينة قامشلو، وناقشت المواضيع المدرجة في جدول أعمالها، بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الكرد والحرية في سوريا.
تم استعراض الوضع السياسي العام في المنطقة وسوريا، وآخر التطورات السياسية والعسكرية بعد الاجتماع الثلاثي لرؤساء محور استانا ( روسيا – تركيا – إيران ) الذي كان من إحدى نتائجه عدم افساح المجال أمام أي تدخل عسكري تركي جديد داخل الأراضي السورية، وتحديداً في منطقتي منبج وتل رفعت، حيث شكلت قبلها التهديدات التركية حالة من الخوف والترقب وعدم الإستقرار بين المدنيين في هذه المنطقة، التي لم تعد تتحمل أي تدخلات عسكرية أخرى كما باقي المناطق السورية مع تصاعد وتيرة الإنهيار الإقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين في ظل استمرار الأزمة السورية دون مساعي جدية من قبل القوى الإقليمية والدولية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد، وفي هذا السياق، أكدت المنسقية العامة على أن الحل الأمثل لإنهاء معاناة السوريين بكل مكوناتهم وانتشال البلاد من حالة الفوضى السياسية والعسكرية، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ووضع حداً للتدخلات العسكرية على حساب مصالح الشعب السوري وأمنه واستقراره ، هو الإسراع في تنفيذ القرارات الدولية وفق مسار جنيف وقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤. كما دعت المنسقية العامة القوى الإقليمية والدولية وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للضغط على النظام السوري للالتزام بتنفيذ استحقاقات العملية السياسية وفق القرارات الدولية ذات الشأن، بجميع سلالها، وعدم وضع العراقيل أمام استئنافها، وفي هذا الإطار، رحبَّ الإجتماع بالبيان الصادر عن اجتماع جنيف الذي انعقد بتاريخ ٣١ اغسطس بين وفود العديد من الدول والأمم المتحدة وهيئة التفاوض السورية الذي أكد فيه على ضرورة التوصل لحل سياسي في سوريا وفق القرار ٢٢٥٤ .
وناقش الإجتماع مطولاً الوضع العام في المناطق الكردية من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية، وتصاعد وتيرة الهجرة لأبناء المنطقة عموماً والكرد بشكل خاص نحو الخارج، وفي هذا الجانب، حمّلت المنسقية العامة مسؤولية تردي هذه الأوضاع للتدخلات الإقليمية والدولية وسبل إدارتها للأزمة السورية وفق مصالحها الخاصة، وكذلك لحزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية بحكم تفرده بإدارة المنطقة دون إشراك جميع القوى السياسية ومكونات المنطقة في إدارتها، لتنتفي حالة الاستفراد والفساد وهدر الثروات، ولتعمل معاً بوضع خطط وبرامج عملية من شأنها توفير سبل العيش الكريم لأبناء المنطقة عموماً، ووقف نزيف الهجرة التي تؤدي إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، إلى جانب سحب الحجج والذرائع لمنع أي تدخلات خارجية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وعليه، فإن المنسقية العامة تؤكد على أهمية استئناف المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية، برعاية أمريكية والإلتزام بوثيقة الضمانات الموقعة من قبل الخارجية الأمريكية وقائد قسد، لما فيها من خدمة للقضية الكردية، والشعب الكردي وأبناء المنطقة عموماً، ودرءاً للتبعات السلبية المترتبة على تدهور الوضع الأمني والاقتصادي على حياة المواطنين، ووقف نزيف الهجرة نحو الخارج .
كما تم استعراض مجريات الاجتماع الذي عقده رئاسة المجلس الوطني الكردي مع المبعوث الامريكي الأعلى للمنطقة السيد، نيكولاس غرانجر ، واكدت المنسقية على أهمية استمرار هذه اللقاءات والمطالبة من خلالها في الإسراع بالحل السياسي للوضع المتأزم في البلاد ، وتحقيق شراكة كل المكونات في البلاد ودعم الاستقرار في المناطق الكردية وتقديم المساعدات الانسانية للسكان .
أدان الاجتماع بشدّة ما يجري في منطقة عفرين، وسري كانيه( راس العين )، وكري سبي( تل أبيض) من انتهاكات فظيعة وجرائم من قبل مجموعات السلب والنهب بحق السكان والطبيعة، وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بوقفها، والعمل على محاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة الدولية، وتسليم إدارة المنطقة لأهلها برعاية دولية، بهدف تأمين عودة آمنة وكريمة للاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية .
أبدت المنسقية العامة تقديرها لما تم إنجازه من خطوات تحضيرية لعقد المؤتمر الوطني الكردي الرابع، واكدت على أهمية وضرورة أن يكون المجلس الوطني المنبثق عنه على قدرٍ عالٍ من المسؤولية وطموحات الشعب الكردي في سوريا، ووضع الخطط الكفيلة لتحقيقه في كل المجالات، وتكريس العمل المؤسساتي في صفوفه، وأتباع الآليات التي من شانها إشراك مختلف مكونات المجلس في هيئاته التنفيذية، وتوحيد خطابه ومواقفه السياسية وفق الضوابط المتعارف عليها في التحالفات السياسية بين الأحزاب.
-و ثمّن الإجتماع روح المسؤولية العالية لدى الرفاق في تطوير وتعزيز دور الحركة سياسياً وتنظيمياً بين أوساط الشعب الكردي، والسعي لإيجاد أفضل السبل الممكنة في مواكبة التطورات والظروف المحيطة التي تمر بها سوريا والشعب الكردي .
المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا
قامشلو – ٢٠٢٢/٩/١٠