دي ميستورا: إخلاء المدنيين المحاصرين في سوريا سابقة تعزز إجراءات بناء الثقة

10

نجحت الأمم المتحدة، بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بإخلاء أكثر من 450 شخصاً من مناطق إدلب والزبداني ومضايا بريف دمشق بمن فيهم عدد من الجرحى وعائلاتهم بعد التوصل لاتفاقيات محلية تشمل إخلاء المحاصرين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب مقابل إخلاء عدد من الجرحى وعائلاتهم في الزبداني ومضايا بريف دمشق، كما جاء في بيان وزع هنا في المقر الدائم.
ويقول البيان: إن الأمم المتحدة وشركاءها ليسوا أطرافا في الاتفاق، إلا أن الجهات الإنسانية الفاعلة حريصة على أن ترى أحكام الاتفاق تنفذ حيث يعيش الناس في هذه المناطق في وضع صعب، كما أن المصابين بحاجة ماسة للمساعدة الطبية.
وقد قامت الأمم المتحدة وشركاؤها من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري منذ صباح الاثنين بتنفيذ مهام ضمن تنسيق محكم ، مما أدى إلى إجلاء 338 شخصاً من بلدتي الفوعة وكفريا وفي نفس الوقت تم إخلاء 126 شخصاً من بلدتي الزبداني ومضايا. كما تم إجلاؤهم في وقت واحد براً وجواً عبر تركيا ولبنان إلى وجهتهم النهائية المتفق عليها حيث يستطيع من هو بحاجة إلى رعاية طبية على المدى الطويل الحصول عليها.
وتم نقل المصابين عبر التنسيق الدقيق بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، وبالتنسيق الوثيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان، والصليب الأحمر اللبناني ومكاتب الأمم المتحدة في لبنان وتركيا ومع منظمات غير حكومية شريكة في تركيا منها منظمة الإغاثة الإنسانية. كما أجريت لهم فحوص طبية شاملة وقدمت لهم المساعدات الطبية العاجلة.
وقد لقي هذا الإخلاء ترحيباً دولياً. وكان من بين المرحبين بالاتفاق المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي علق على عملية الإخلاء الناجحة قائلاً «إن الهدف الواضح للامم المتحدة هو الوصول، في أقرب وقت ممكن، لوقف إطلاق النار في البلاد». وأضاف أن مثل هذه المبادرات في إغاثة المجتمعات المحاصرة والمعزولة لها قيمة كبيرة. إن هذه المبادرة تترك الانطباع لدى أعضاء المجموعة الدولية المعنية بدعم سوريا بأن وقف إطلاق النار الشامل في سوريا قابل للتنفيذ، وأن باستطاعة الأمم المتحدة أن تقوم بدورها في هذا المجال».
يعقوب الحلو، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، أكد أن المجتمع الإنساني حريص على رؤية التنفيذ السريع للمراحل التالية من الاتفاق في المدن الأربع المعنية بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس في هذه المدن. واضاف «اننا على استعداد لمواصلة تقديم الإغاثة والمساعدة لملايين الناس أينما كانوا في سوريا لأنهم هم من يتحملون أعباء هذه الأزمة».
وقالت ماريان جاسر، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا «إن هذا العمل الإنساني الذي قمنا به اليوم يظهر أنه حتى في منتصف الصراعات الشرسة، يمكن التوصل إلى اتفاقات بهدف التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية»، وأضافت السيدة جاسر «يجب أن تسمح الأطراف المشاركة في القتال وصول العاملين في الميدان الإنساني جميع الأشخاص الذين تضرروا من سنوات القتال، وخاصة الجماعات المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في المناطق المختلفة».
وأكد الدكتور عبد الرحمن العطار، رئيس الهلال الأحمر العربي السوري، «أن الحصول على الرعاية الطبية هو حق لكل شخص أصيب بغض النظر عن الطرف الذي ينتمي إليه». وقال إن أطقم الهلال الأحمر العربي السوري من المتطوعين والإسعافات الأولية وسيارات الإسعاف تشارك بكثافة في مختلف مراحل هذه العملية داخل سوريا.

القدس العربي

Leave A Reply

Your email address will not be published.