مفاوضات جنيف تستنجد بمجلس الأمن

4

واصلت الطائرات السورية أمس حملة قصف على أحياء المعارضة في مدينة حلب شمال البلاد لليوم السادس، فيما أعلنت تركيا نيتها إرسال نظام صاروخي أميركي إلى حدودها مع سورية بهدف التصدي لتنظيم «داعش»، وهو ما قد يوفر غطاء لمنطقة آمنة في الشمال السوري. جاء ذلك عشية اختتام الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف اليوم، والتي لم تُحقّق أي اختراق بين حكومة دمشق ومعارضيها. وقال ديبلوماسيون في نيويورك أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيقدّم اليوم إحاطة إلى مجلس الأمن «يُنتظر أن يطلب فيها دعم المجلس» لمسار المفاوضات في جنيف.

 

وفيما أوضح ديبلوماسيون أن دي ميستورا سيخاطب المجلس في جلسة مغلقة تحت بند «مناقشة أمور أخرى» من خارج جدول الأعمال، قال ديبلوماسيون آخرون أن الجلسة «تُعقد بناء على طلبه». وأجرى دي ميستورا محادثات في جنيف أمس مع شخصيات سورية معارضة والوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، في وقت أعلن «تيار بناء الدولة» برئاسة لؤي حسين إنهاء علاقته بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، متهماً إياها بالعمل لإعاقة العملية السياسية. كما كان لافتاً إعلان قدري جميل، وهو من المعارضة المقرّبة من موسكو، أن وفده طلب من دي ميستورا إجراء مفاوضات مباشرة وتوحيد المعارضة في وفد واحد، قائلاً أن «المفاوضات المباشرة تسرّع التقدم». وتابع: «الوضع الحالي في ظل وجود وفود عديدة (للمعارضة) غير طبيعي وشاذ، ويجب ألا يستمر».

 

ميدانياً، دمّر الجيش التركي أمس منصتي إطلاق صواريخ لـ «داعش» في ريف شمال سورية، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن أميركا ستنشر بداية الشهر المقبل بطاريات صواريخ جنوب تركيا قد توفر غطاء لمنطقة آمنة شمال محافظة حلب التي شهدت مناطقها وداخل المدينة أمس غارات لليوم السادس شنّها الطيران السوري، وبينها ثلاث غارات على مقر للدفاع المدني.

 

وقال الوزير جاوش أوغلو في تصريح إلى صحيفة «هبرتورك» نشر أمس: «توصّلنا إلى اتفاق لنشر هايمارس» أميركية (هاي موبيليتي أرتيوري روكيت سيستم)، وهي صواريخ أميركية مضادة للصواريخ يصل مداها إلى 90 كيلومتراً، ما يغطي منطقة تصل إلى منبج في ريف حلب. وأعرب عن الأمل بأن تتوصل المحادثات مع الولايات المتحدة في شأن إقامة «منطقة آمنة» بين مدينتي منبج وجرابلس في شمال سورية، إلى قرارات ملموسة. وأردف: «هدفنا تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كيلومتراً من داعش»، كما أوردت وكالة «فرانس برس».

 

وأعلن الجيش التركي، في بيان، أنه دمّر منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لـ «داعش» شمال حلب، في اليوم الثاني من الهجمات التي تستهدف صواريخ التنظيم الذي قصف مناطق في كلس على الحدود السورية – التركية مرات.

 

وقُتل أمس 19 مدنياً بينهم 5 من عناصر الدفاع المدني في الغارات الجوية التي شنّها الطيران السوري على أحياء في مدينة حلب وريفها الغربي.

 

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان أن الرئيس باراك أوباما وزعماء ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا دعوا في اختتام قمة في مدينة هانوفر الألمانية إلى احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية والعمل على نجاح مفاوضات السلام في جنيف.

 

وجاء في البيان أن القادة الغربيين «دعوا جميع الأطراف إلى احترام وقف الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والمساهمة في نجاح مفاوضات جنيف في شأن الانتقال السياسي».

 

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.