حقيقة الدعم الروسي للنظام السوري
وائل عمر
منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 برز الدور الواضح لروسيا في دعم النظام السوري لتمكينه من استعادة السيطرة على اغلب المناطق السورية التي تسيطرعليه مقاتلي المعارضة وقد ترجمها على ارض الواقع من خلال استخدام الفيتو في العديد من المناسبات في مجلس الامن و دعمه للنظام عسكريا من خلال تزويدهم بخبراء وتقنين.
ان العلاقة بين روسيا وسوريا تعود الى العقد الرابع من القرن العشرين حيث كانت هي الدولة الاولى التي اعترفت باستقلال الدولة السورية وبعد ذلك تعززت العلاقات بين الدولتين على جميع الاصعدة(عسكرية,اقتصادية,ثقافية)
وتحت يافطة محاربة الارهاب دشن الروس تدخلا غير مسبوق في الشرق الاوسط بعدما حانت الفرصة للوصول الى المياه الدافئة وايجاد موطئ قدم ثابت في شرقي البحر المتوسط يستطيعون من خلاله مناكفة الغرب سعيا لاستعادة السطوة الروسية في العالم و سوريا هي محور الارتكاز الاستراتيجي الروسي في المنطقة بعد خسارة الحليفين المتمثلين بليبيا والعراق، حيث القواعد الروسية الوحيدة في الخارج ، قاعدتا حميميم الجوية وطرطوس البحرية، وما تتيحه من وجود دائم وقوي لروسيا في البحر المتوسط ذي الأهمية الاستراتيجية منذ العهد القيصري. ويعد الدور الروسي هو الأبرز في قيادة مسار التسوية في سوريا، بعد أن نجحت الضربات العسكرية الروسية في تغيير توازنات القوى على الأرض السورية، إلى جانب التوافقات التي تمت مع أنقرة وما مثلته من تغيير جوهري في معادلة القوى الخاصة بالقضية السورية
بالاضافة الى ذلك كانت لروسيا مارب اخرى تبرز تدخللها في دعم النظام السوري من خلال عرقلة :
وقف امداد الغاز القطري الى اوروبا لان قطر كانت لديها مشروع مد انابيب عبرالسعودية –اردن-سورية-تركيا الى اوروبا
ابطال مشروع خطوط امداد الغاز الايراني عبر العراق –سورية قبرص اوربا وجعل من سورية ساحة تجارب للاسلحة الروسية المتنوعة وترويجها في الشرق الاوسط وهذا ما تحدث عنه العديد من القيادات العسكرية الروسية واكده الرئيس بوتين “حربنا في سورية افضل تدريب عملي لقواتنا” لقد كانت سوريا دولة مستهلكة للأسلحة الروسية لفترة طويلة، وما حصل بعد مجئ الأسد وبوتين إلى السلطة في عام 2000 هو ازدياد تجارة الأسلحة بين البلدين بصورة مكثفة. ووفقاً لـ “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام”، شكلت روسيا 78 في المائة من مشتريات سوريا من الأسلحة بين عامي 2007 و 2012. كما وصلت مبيعات الأسلحة الروسية إلى سوريا بين عامي 2007 و 2010 إلى 4.7 مليار دولار ، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل في السنوات الأربع التي سبقتها، وفقاً لـ “خدمة أبحاث الكونغرس” الأمريكي. وعلى نطاق أوسع، تعتبر روسيا الآن ثاني أكبر دولة مصدرة للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة كما ان روسيا تهيمن على قطاع الطاقة السورية من خلال حق الاستثمار واعادة تاهيل منشات النفط والغاز في سورية واستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر
إذاً هذا الدعم من روسيا للنظام أطالت من عمر الحرب السورية التي شردت نصف الشعب السوري داخلياً وخارجياً وأدت الى الى انهيار اقتصاده وتدمير بنيته التحتية .