الشفافية ودورها في الإصلاح
أ.فيروشاه عبدالرحمن
المقصود بالشفافية لغةً الشيء الشفاف الذي لا يحجب ما وراءه من وجهة نظر علم الفيزياء، فمعنى شفّ يرى ما خلفه أي الوضوح وهي عكس التعتيم والسرية،واصطلاحاً من وجهة نظر علم الاجتماع هي الصدق في حياتنا وهي قيمة وليس شعاراً وهي قيمة موجودة ويجب أن تكرس في حياتنا على صعيد المنزل والعمل والمجتمع و خاصة ما يتعلق بالحكومات او المؤسسات السياسية عندما تُتخذالقرارات يجب ان تكون واضحة وليس خلف الأبواب المغلقة ولا يفسح المجال للجماهير إلا قليلا جداً كي لا يكون لهم دور في التأثير عند ذلك يكون تعتيماً وتتراكم الأخطاء ،ولكي يكون هناك تجاوز للأخطاءلا بد أن يكون هناك مجال للحوار ومناقشة القوانين والتعليمات والقرارات ،حينها تعتبر المؤسسة شفافةً،وتضيق الفرص أمامها في إساءة استخدام السلطة لمصلحة مسوؤليها.
ويمكن حينها لمن يهتم بقضية معينة محاولة التأثير على القرارات الخاصة بهذه القضية. أي ان الشفافية تخلق مشاركة يومية في العملية السياسية عن طريق الاعلام والجماهير، والأنظمة الديمقراطية المعاصرة تقوم على هذه الاسس من مشاركة الناس والاعلام.
والشفافية هي عكس السرية في مجالات السياسة وعلم الاخلاق والإدارة والقانون والاقتصاد وعلم الاجتماع ،لأنها تتطلب الوضوح وعدم اخفاء القرارات عن الناس وخاصة الرأي العام الذي يدعم السياسيين في المعارضة كما يدعم الحكومات عندما تعمل بجدية ،ولأنها تستطيع ان تحدث تغييراً كبيراً في المسار السياسي.
ومن الجدير بالذكر هنا أن للإعلام دوراً كبيراً في تحقيق الشفافية حيث حرية الكلمة والتعبير والنشر تساعد على الحفاظ على هذا المبدأ وتساهم في تسليط الضوء والكشف عن أي تلاعب أو فساد قد يكونْ ،فالشفافية والوضوح بما تعنيه من نشر المعلومات والبيانات لدى المؤسسات السياسية والحكومية والحرص على تدفقها وعلانية تداولها عبر مختلف وسائل الإعلام عنصراً رئيسياً في مكافحة مختلف أشكال الفساد واجتثاثه من جذوره.
والشفافية بهذا المعنى تهدف الى تنمية ثقافة المجتمع في مجال الإصلاح ونشر المبادئ والقيم الداعية الى إيجاد مجتمع خال من جميع أشكال الفساد ومناهضة سوء استعمال السلطة سواء كانت سلطة الأفراد أو الاحزاب أو الحكومات وتفعيل القوانين، وتحديد مواطن القصور وعلاجها و تعزيز البناء الديمقراطي في حياتنا ومنح الأفراد و الجماعات حقهم في عملية صنع القرار على كافة الأصعدة و تعزيز دور الإعلام الشفاف نظراً لما يلعبه هذا الإعلام سواء كان عاماً او حزبياً في تحريك عملية التغيير الاجتماعي والسياسي نحو الاصلاح وتبقي كافة المسائل واضحة لرؤيتها لإيجاد الحلول المناسبة لها .