الحزب الطليعي واللاسلطوية
- كارل ماركس(١٨١٨-١٨٨٣)وفريدريك انجلز(١٨٢٠-١٨٩٥) هما أبوا النظرية الماركسية، كانا محقّين في ظل البرجوازية والتعامل غير العادل مع الفلاح المسكين، أن يتنبئا بالمرحلة الاشتراكية التي ستأتي بشكل حتمي وعفوي دون تدخل حزب ثوري حتى، فالبروليتاريا ستتحكم بوسائل الإنتاج بواسطة العمال الكادح، ولكن ستبقى الطبقية الاجتماعية محدودة التأثير والابعاد، وفي البداية سيكون الاقتصاد الناتج ضعيفا ويتم تطبيق المبدأ الأدنى(الاشتراكي) بتوزيع المال للفرد حسب مقدرته.،وعندما تصل المرحلة الاشتراكية لكفاءة اقتصادية عالية تبدأ المرحلة الشيوعية وذلك بتطبيق المبدأ الأعلى بتوزيع المال للفرد حسب حاجته.
نذكر الاشتراكية الإصلاحية التي يتم فيها إصلاح النظام الرأسمالي بالتدريج، وتقابله الاشتراكية الثورية لدى ماركس(حركة عفوية للعمال) سترسي فيما بعد قواعد الوعي لدى العمال. يقول ماركس:ليس الوعي العام للناس ما يحدد وجودهم وإنما وجودهم الاشتراكي هو ما يحدد وعيهم.
ثم جاء لينين بالفكرة التي تقول بلزوم وجود حزب طليعة يقود هؤلاء العمال لامتلاك الدولة بالعقلية الثورية الدغمائية.
ذكر فوكوياما عالم الاقتصاد والفيلسوف بأن مرحلة العولمة الناتجة سواء عن اليمين السلطوي أو اليسار الشمولي هي مرحلة نهاية العالم(١٩٨٩) ولكن الاشتراكيون قالوا بأن هذه المرحلة هي نفسها التي تحدث عنها ماركس بأنها مرحلة الكوسمبوليتيه(الحكومة العالمية للكل نتيجة التقارب بين البشر) بحيث ستنتج ثورة تقود إلى نظام اشتراكي
أن ما تميز الشيوعية انها عهد أممي بحيث تتلاشى الدولة تماما(كوميونات)
في النتيجة نتساءل
١:ما العلة أو العامل الذي تم استغلاله الان ليظهر هذا الفكر من جديد في ظل غياب البرجوازية وحتى المخترة.. نهاية العالم؟
٢:حزب الطليعة هو حزب ولّد الفكرة ولكنها ليست الفكرة أو الغاية بذاتها.. نتسائل ما الفلسفة وراء التعدي على الأحزاب والحركات الأخرى الأكثر طليعة وقدما مثلا.
٣:السؤال الجوهري. ماذا تعارضون؟ فالفلسفة المبنية على اللاسلطوية(تأسيسها) ليست من صفاتها أن تخدم أشد الأنظمة قمعا وسلطوية.
د. فنر خليفة